Saturday, January 01, 2005

اسكندريه فى عيونى

كل من زارالاسكندريه او عاش بها يعلم كم هى بطيئه تلك الترام حتى ان البعض اسماها السلحفاء الزرقاء و بالرغم من ان البعض يرا ان بطئها عيب بها إلا اننى اجد هذا ممتعا للغايه فهى تسمح لى بوقت كافى لاطلق العنان لخيالى و اسرح فى ما ارى. و ما رئيت كان كافيا لأن افكر كيف اصبحنا هكذا -من اين ظهروا كل هؤلاء الاطفال النائمين بلا غطاء باثمالهم القذرة و نفوسهم الغاضبه و تلك النسوه العجائز الملقية رؤسهم فوق صدورهن يتخذون من الترام مبيت لهم و من ركابه اهل و اصدقاء او ربما مكان للراحه من عناء الدوران فى الشوارع بلا هدف لحظة نوم قصيره
ربما رئيتم سهير تلك العجوز الظريفه ربما ركبتم بجوارها يوما و سمعتم صوتها الحاد غير مميزين الكلمات التى تخرج من فمها الدقيق تحمل فى يدها اكياس داخلها اكياس داخلها لا اعلم ماذا و لكن يبدو ان بها شئ قيم بالنسبة لها لأنها تظل تربط و تشدد على ربط الاكياس -رغم انى اشك انها تملك اى شئ قيم بالنسبه للاخرين- يعرفها كل سائقى الترام و كل الكمسريه لا يسئلونها اجره و لا يردون على ندائتها نادرا ما اجد شخص صبور يرد عليها فتظل تتكلم و ربما تضحك او حتى تشتمه بدون سبب
من اين ائتت و اين ذويها و كيف كانت حياتها الطويله ....وهل من الممكن ان اصبح اشبهها فى يوم من الايام! وربما احد اعرفه اجده بعد عمر طويل تحول الى سهير
أما تلك العجوز التى رئيتها اليوم كانت مختلفه تماما لم ارها من قبل. استغربت وجود كرسى غير مشغول فى الترام المزدحمه ذهبت لأجلس و انا متشككه فى الامر فإذ بها جالسه مائلة الرأس يكاد شعرها الفضى الناعم يظهر من تحت تلك الخرقه التى تشبه منديل الرأس ، ملتصق ببعضه لم تلمسه الماء منذ اشهر قليله، تشبه بحدبها احدب نوتردام تكاد رقبتها تلمس صدرها جسمها كله متهدل على بعضه. اشفقت عليها حتى انى شعرت بالدموع فى عينى و انا دموعى عزيزه رئيت فى يدها كيس به اوراق نقديه ملمومه على بعضها باهمال شديد فكرت ان ازيد تلك الوريقات ورقه و عندما لمست يدها معتقده ان مالى سيشد انتباها لتأخذه لم تلتفت و لم ترفع ناظرها و لم تتحرك. فقط فتحت عينيها بإعياء شديد نصف قتحه ثم اغلقتها دون اى رد فعل
مر بجانبنا بائع صغير -طفل - لم يتعدى العاشره-لم ينتبه الى اى شئ غير كيس النقود نظر اليه نظره لم اكن اعلم ان طفل فى مثل عمره قادر عليها قادرعلى ان يطمع فى كيس نقود امرأه مثلها لينظر اليه نظر الثعلب تلك امتلكنى الغضب و وددت لو ينظر لعينى التى تنكر عليه فعله لكنه لم ينظر و انا لم افعل اكثر من ذك
لا اعلم لماذا اظن ان احدا سيهتم ان يقرأافكارى عن هؤلاء
ربما الخوف هو الذى يشد انتباهى اليهن و ربما الفضول داء كل النساء
لكن السؤال الذى يظل يتردد فى ذهنى كيف يصل شخص ما إلى تلك الدرجه من الوحده و الفقر
و الاصعب هو كيف اصبحنا غير مبالين بهؤلاء الذين يعيشون حولنا كيف تركناهم يصلو الى تلك الحاله دون ادنى اهتمام منا و قبل يصلوا اليها اين كانو و اين كنا نحن

5 comments:

Anonymous said...

شكراً على الجولة بترام الرمل الزرقاء الجميلة
بنحبك يا اسكندرية
مهما بعدنا عنك هاتفضلي
أحلى مدينة في الدنيا

هبه الاسكندرانيه said...

استاذ على
و مين يقدر ميحبهاش حتى فى عز ضيقنا من خنقتها لينا بنحبها كأنها امنا اللى بتقسا علينا احيانا بس عمرك ماتقدر تشك فى كونها بتحبك مش امك
و لو كنت فى مكانك و بعيده عنها شوقى ليها حيخلينى احبها اكتر و اكتر
الله يكون فى عونك و يرجعك ليها بالسلامه

محمود محمد حسن said...

السلام عليكم يا هبة .

كنت فاكر انا بس الوحيد اللي بيبص لمجانين الترام الزرقاء ويفضل يفكر فيهم وافضل اقول هل يا ترى ممكن في يوم من الأيام ابقى واحد منهم ..طلعت مش وحدي الظاهر فيه كتير ...

اللي ما يعرفهوش ناس كثير إن المجانين دول كانوا في يوم زينا ناس زينا ..لهم حياتهم ولهم احلامهم لهم اصحابهم لهم آمالهم لغاية ما زارهم هذا المرض اللعين ....الفصام او الشيزوفرينيا او الذهان ...خلل كيميائي في النواقل العصبية في المخ جعل منهم هذه الأشباح التي نراها عندما نركب الترام الزرقاء .وعندما نمشي في الشوارع

للأسف المرض له علاج لكن مين يفهم ان ده مرض وإن ده له علاج ؟؟

لأننا في مصر لم يسعى احد لأن يأخذ بأيديهم إلى العلاج اللي برضه في كثير من الأحيان لا يكون فعال..

سهير ( عرفت اسمها منك ) اللي دايما اشوفها عند القائد ابراهيم شفتها مرة ماشية في الشارع بتصرخ ..لأن مجموعة من الشباب سرقوا اكياسها وهربوا ...لم ينظروا اليها إلا كشيء ممكن يتسلوا بيه ...

الخواجة الراجل العجوز الأبيضاني ابو عيون خضرا واصلع ...اللي كان يفضل يمشي في الترام يزعق في الناس اللي راكبه بصوت غير واضح طالباً منهم سيجارة بلهجة آمرة ...سيجارة سيجارة يا ولاد الـ......

ودائما ما كان الكمسارية يضربوه وينزلوه من الترام ويشتموه

وفيه الراجل اللي بيقعد على مزلقان ترام بولكلي قاعد ممد رجليه ومرجع ظهره لورا وساند على ايديه وبيكلم نفسه طول الوقت لكن إذا عديت جنبه تلاقيه بيقولك بكل شياكة...ممكن سيجارة ؟!!

هم اكيد لمعظمنا مادة للسخرية والتهكم والمزاح السخيف ومتسع للكثيرين من قساة القلب لممارسة ساديتهم عليهم ...

لكن السؤال اللي طرحتيه ...هو احنا مش ممكن في يوم من الأيام نكون مكانهم ؟؟

مين عالم ...ممكن اوي

Anonymous said...

الانسه هبه
أجد أننا نتشارك فى عشق البحر
والبحر ليس مجرد مشهد له لون أزرق
بل عالم ولوجه هو عين الروعة
أتمنى أن نكون أصدقاء ولو بالشكل اإفتراضى المستهجن
أنت كائن أفتراضى وأنا كائن أفتراضى مشابه
مرحى بالإفتراضيه.

كاتب خفى
katbkhfe@yahoo.com

Anonymous said...

الانسه هبه
أجد أننا نتشارك فى عشق البحر
والبحر ليس مجرد مشهد له لون أزرق
بل عالم ولوجه هو عين الروعة
أتمنى أن نكون أصدقاء ولو بالشكل اإفتراضى المستهجن
أنت كائن أفتراضى وأنا كائن أفتراضى مشابه
مرحى بالإفتراضيه.

كاتب خفى
katbkhfe@yahoo.com